التسامح والعفو - AN OVERVIEW

التسامح والعفو - An Overview

التسامح والعفو - An Overview

Blog Article



يجب علينا محاولة تفهُّم الأشخاص الآخرين بعيداً عن التعصب والانحياز لأي طرف، وذلك قبل إطلاق الأحكام الناقدة غير الموضوعية تجاههم أو تجاه أفكارهم، ودون أي تفكير مسبق في تلك الأحكام.

قال -تعالى-: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).[٤]

والتسامحُ اصطلاحًا: هو التجاوزُ والعفو، وهو من دعائمِ العلاقاتِ الإنسانيّة الإسلاميّة، قال تعالى آمرًا نبيه ﷺ: فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ .

يُقصد بالتسامح الثقافي والفكري التزام الأدب الحواري والتخاطب مع الأشخاص الآخرين، وتقبل منطقهم وأفكارهم، بالإضافة إلى أنَّها تعني البعد عن التعصب لفكرة ما.

يحدث العفو بعد وقوع الإساءة أو الظلم، فالشخص الذي يعفو يقوم بذلك كرد فعل على خطأ محدد ارتُكب بحقه.

قال -تعالى-: (فَأُولَـئِكَ عَسَى اللَّـهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّـهُ عَفُوًّا غَفُورًا).[١١]

اقرأ المزيد أحداث وفتن آخر الزمان يرويها خير الأنام

تقوية قيم التعاون والتضامن: يعزز التسامح قيم التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع، حيث يشجع على دعم الآخرين ومساعدتهم في الوقت الضروري.

و يدعو الإسلام إلى التسامح من خلال آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي ﷺ، ومن أبرز الآيات التي تشير إلى التسامح قوله تعالى:

أما أرسطو فقد عدَّ التسامح أحد أشكال الفضيلة التي تسمح للإنسان بالاتفاق أو الاختلاف مع الآخرين وفق أسس أخلاقية بحتة، وترشده نحو التعامل الصحيح معهم، ورأى أرسطو الفضائل تعني إيجاد توازن بين نقيضين، وفي فضيلة التسامح يجد المرء توازناً بين الانصياع غير المحدود، والعجز عن التعصب بالأفكار نور الامارات والمبادئ والآراء.

في الفلسفة المعاصرة جاء تعريف مفهوم التسامح على لسان فريديريك نيتشه بأنَّه برهان يُستدلُّ به على شعور الفرد بالشك والارتياب تجاه المثل والمبادئ التي يتبناها، أما برتراند راسل فقد رأى التسامح ضرورياً لحياة الإنسان، فهو يعلِّمه تقبُّل ما لا يعجبه من أمور، والتعايش مع الآخرين من بني البشر.

اذاعة عن الرفق والتسامحالتسامح في الإسلامفوائد التسامح

إنَّ ربط سقراط بين التسامح والسعي نور وراء الحقيقة مردُّه بنظره ميل الأفراد إلى التسامح مع الآخرين الذين يختلفون عنهم بالأفكار والآراء، من أجل خوض النقاشات معهم والاطلاع على أفكارهم المغايرة التي توسع المدارك وتفتح آفاق التفكير الواسعة، ومن ثم الوصول واكتشاف الحقيقة.

تُعاني المجتمعات في هذه الأيام من أمراض أخلاقية واجتماعية، تتمثل في انتشار القسوة والعنف، والسبب في ذلك هو الابتعاد عن المنهج الإسلامي الذي يدعو إلى الرحمة والتسامح والعفو، كمبدأ وسلوك عام يحكم تصرفات الإنسان، ولا يجب إهمال مبدأ العفو الذي ينبغي أن يتخلق به المسلم، فيكون شعارًا له، وللمجتمع المؤمن، لأن استقرار مثل هذه القيم في النفس كفيل بإنهاء القطيعة والخصومة، والقضاء على القسوة والعنف، فيسود الخير والأخلاق الفاضلة في المجتمع، وحماية الأمة من الفوضى والفتن والعبث الذي يبعد الأمة الإسلامية عن دورها الحضاري ويجعلها مطمعًا لأعدائها، إذ إن العفو والتسامح هما عنوان القوة في الإسلام·[١]

Report this page